الشيخ محمد بن محمد العثماني
و الشيخ محمد بن محمد بن الحاج أحمد العثماني، ولد في أواخر رمضان عام(1325هـ/1907م) بمدينة تطوان، التي استقر فيها والده بعد أن قدم إليها من مسقط رأسه من قبيلة الحوز قرية وادي الليل ملتمسا فيها الأمن والأمان على ماله وعرضه وأسرته من فتن الغوغاء التي كانت سائدة في عموم البوادي.
أدخل الكتاب وهو في الخامسة من عمره فحفظ القرآن، ثم بدأت رحلاته العلمية فشرع في أخذ العلم عن شيوخ الجبل منهم السيد عبد السلام بن عجيبة، والشيخ محمد اليدري، والشيخ محمد الواسيني. ثم رحل إلى طنجة فدرس على الشيخ محمد السميحي، والشيخ محمد الخصاصي، والشيخ عبد الصمد كنون، والشيخ الحاج أحمد السكيرج. ثم ما لبث أن عاد إلى تطوان مسقط رأسه لأخذ العلم عن شيوخها منهم محمد التجكاني، وشيخ الجماعة سيدي أحمد الزواق، والشيخ المقرئ محمد الفرطاخ. قبل أن يرحل إلى فاس للدراسة في جامعة القرويين فأخذ عن شيوخها آنذاك منهم الشيخ بوشتى الصنهاجي، والشيخ حسن العراقي، والشيخ محمد بن إبراهيم، والشيخ مولاي عبد الله الفضيلي.
كانت لمترجمنا أنشطة وطنية سجن بسببها وعذب لمدة سنتين تقريبا. تولى عدة مناصب منها: أستاذا بالمعهد الديني في تطوان (بتاريخ 24 رجب 1356هـ/24 شتنبر 1937م)، وكاتبا لعمادة الدروس الإسلامية، ثم كاتبا بالمحكمة العليا للاستئناف الشرعيفي السنة الموالية، وخليفة لقاضي تطوان بقبيلة الحوز (عام 1364هـ/1944م)، ومفتيا رسميا بمنطقة الشمال (1372هـ/1952م)، قبل أن يختم مسيرته المهنية مدرسا بالمعهد الديني العالي بتطوان (1374هـ/1954م).
دعاه داعي المنون فأجابه وانتقل إلى دار البقاء في يوم 8 شوال (1410هـ)، وبعد الصلاة عليه دفن بالمقبرة العمومية بباب المقابر بتطوان.
وقد ترك العلامة محمد بن محمد العثماني بعض التآليف ذكر منها:
– فهرسة شيوخه.
-(سباق الأفهام في النوازل والأحكام): ويتضمن إفتاء طويلا في أحكام الإمامة والبيعة، وأشار فيه على أن الإمامة الشرعية هي للسلطان محمد بن يوسف، وأن بيعته بعد إبعاده عن عرشه لا زالت في عنق المغاربة أجمعين، وأن أولئك المتآمرين على العرش لهم حكم البغاة.
-(شرح تائية الشيخ سيدي محمد الحراق).
-(نهاية التشوف بداية التصوف): وهو شرح على أبيات الحلبي التي مطلعها:
قلـت لليلى ما دواء السـهر *** قالت وصالي في طلوع السحر
(تطوان من خلال كتب التراجم والطبقات) للمؤلف: عدنان الوهابي منشورات باب الحكمة
اترك تعليقك