fbpx
محمد الزواقي

محمد الزواقي

محمد الزواقي الفقيه العلامة العدل القاضي الكاتب المبرز الأديب الشاعر محمد بن الطاهر الزواقي الحسني، ولد بمدينة تطوان عام 1282ه – 1865م، وهو أخو الزواقي المتقدم، نشأ مثله نشأة حسنة، في ظل والده الفقيه الورع السيد الطاهر، مميزا بذكاء نادر، مطبوعا على الجد وطلب المعالي.

وكان الفقيه محمد الزواقي لا ينفك طيلة حياته عن التدريس، وانتفع به طلاب كثيرون، وقد درس بتطوان في مسجد غرسيه و الجامع الأعظم ومسجد السويقة، ومن العلوم التي درسها المرشد لابن عاشر و مختصر خليل و السلم وموطأ الإمام مالك.

قرأ على والده أولا وعلى فقهاء تطوان الذين درس عليهم أخوه، فأتم حفظ القرآن على الفقيه محمد البوزراتي، ثم قرأ المتون و الدروس العلمية على الفقهاء المفضل أفيلال ومحمد النجار، ومحمد البقالي ومحمد عزيمان وغيرهم، ثم رحل إلى فاس ليدرس بجامع القرويين، صحبة أخيه الذي كان سبقه إليها للدراسة بها، وهناك قرأ على أعلام علمائها وتخرج بها فقيها عالما أديبا. وكانت ميوله للأدب والعلوم العقلية أقوى من ميوله للدراسات الفقهية، بينما كانت ميول أخيه للفقه أكبر من ميول للأدب و العلوم النظرية، وهذا ما جعل كل واحد منهما ممتازا عن الآخر، و كان الناس يدركون هذا الفرق، و مع هذا فإن كل واحد منهما كانت له مشاركة في مختلف العلوم و الفنون التي كانت تدرس في هذا العصر.

وقد رجع إلى تطوان بعدما أنهى دراسته بفاس عام 1309 ه – 1891م، فاشتغل بالتدريس والعدالة، ثم تولى بعد هذا عددا من الأعمال الحكومية على النحو الآتي:

  • استخدم عام 1314ه عدلا في صائر دار اعديل بفاس.
  • استخدم عدلا بمرسى الجديدة عام 1316 ه – 1898م.
  • استخدم عدلا بمرسى العرائش عام 1318 ه – 1900م.
  • استخدم عدلا بمرسى الرباط عام 1322 ه – 1904 م.
  • استخدم عدلا بمرسى طنجة عام 1324 ه – 1906م.

وفي هذا العام خرج إلى الديار المقدسة، حاجا، فأدى الفريضة، ثم رجع إلى بلده تطوان، وعندما دخل الخليفة السلطاني المولى المهدي المدينة وأسس بها حكومته برئاسة الصدر الأعظم (رئيس الوزراء) محمد بن عزوز ، انتدب هذا لمنصب الكتابة عن الحكومة مترجمنا الزواقي، فقام بعمله خير قيام، وعرف فضله في مضمار الكتابة الديوانية، وأحرز فيها قصب، فكان لا يشق له غبار، وكان قد عرف بوجودة الإنشاء منذ رجوعه من فاس، ولهذا كلفه قاضي تطوان العلامة التهامي أفيلال بكتابة البيعة الحفيظية فأنشأها على نحو بديع جميل معجب، فكان الناس بعد ذلك يتحدثون عن حسنها وجليل موقعها، وقد ناب عن الصدر الأعظم أحمد الركينة في رئاسة الوزارة منذ خمسة أشهر، حمدت فيها سيرته وسياسته، ثم ولى قضاء المدينة القصر الكبير عام 1345ه – 1926م وبقي قاضيا إلى أن توفي عام 1347ه – 1928م ودفن في زاوية أبي غالب.

بقلم : الدكتور إدريس خليفة
اترك تعليقك
تعليق
اسم
بريد إلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.