يعتبر مسجد الجامع الكبير بتطوان أو الجامع الأعظم من أحد أهمّ المعالم الإسلاميّة في المدينة. يتواجد الجامع الكبير قرب حيّ الملاح اليهوديّ القديم “الملاح البالي”، قرب قصر الحسن الثّاني وسط المدينة العتيقة لتطوان.
بُني الجامع الكبير خلال بداية القرن الثامن عشر على مساحة إجمالية تناهز 1500 مترا مربعا بإذن من السلطان العلوي المولى سليمان سنة 1808م الموافق لـ 1223 هـ – كما هو مكتوب على بابه – في موضع كان فيه المسجد الأعظم القديم، وكانت بجواره مدرسة لسكنى الطلبة ومرافق أخرى، أدخلت كلها في الجامع الذي يشتمل على صحن واسع تقام فيه صلاة المغرب والعشاء خلال موسم الصيف.
ونقل الأستاذ محمد داود أن السلطان المولى سليمان لما قرر أن يقوم بأعمال مهمة تبقى خالدة في بلاد المغرب على مر السنين كان في مقدمة تلك الأعمال بناء مساجد كبرى في أهم مدن المغرب، ومنها تطوان، وكان المسجد الأعظم هو الذي تقرر هدم بنائه القديم وتوسعته وبناؤه من جديد.
حيث عرف المسجد أول عملية إصلاح عام 1281 هجرية/1864م بأمر من السلطان المولى محمد بن عبد الرحمن. وفي عهد المولى إسماعيل شملت عملية التجديد والتوسعة إضافة المدرسة المجاورة وبعض الرباع الموالية، وقد سبق للسلطان المولى سليمان بإبعاد اليهود الذين كانوا يسكنون بجوار المسجد لسرقتهم مياهه حيث أن أنابيب المياه كانت تمر تحت الارض بدورهم.
ويتمز الجامع الكبير بزخرفته الإسلامية، وهو مستطيل الشكل بأضلاعه المستطيلة التي يصل طولها إلى 35 مترا في الجهة الشرقية و 45 مترا من الناحية الشمالية للمسجد. يحتوي المسجد الكبير على قاعة كبيرة للصلاة وصحن مكشوف كبير توجد به نافورة مخصصة للوضوء.
يتم الوصول إلى قاعة الصلاة من خلال ممر من فناء كبير وبه أقواس أخرى وفي وسطه نافورة بنجمة من ثمانية أطراف. قوس المدخل إلى الفناء، على شكل حدوة حصان ومعه أقواس صغيرة، ويدعمه أنصاف أعمدة مزخرفة بالزليج، وتحكمه أعمدة مستطيلة ويحميه من الجزء العلوي سقيفة مدعومة بحامل.على جانبي القوس، وبين هذا والأعمدة المستطيلة، هناك زخارف هندسية غنية متعددة الألوان.
يتكون سقف الغرفة، المدعوم بأقواس على أعمدة، من الخشب ومغطى بسقف من القرميد، المساحة الداخلية مقسمة إلى خمسة أجنحة موازية لجدار القبلة، وتنقسم إلى سبعة أجزاء عن طريق صف من ستة أعمدة والتي تدعم الأقواس على شكل حدوة حصان حادة.
للمحراب بنية على شكل شبه منحرف، محددة من أعلى بحدوة حصان حادة يفتح فوقها أربع نوافذ كبيرة، وجدار القبلة والمحراب مزينين في الجزء السفلي من الزليج.
المئذنة على شكل مربع، لها زوايا وأطر أفقية من الطوب، ومزينة بالجير وتقدم زخرفة بسيطة من القرميد المصقول الأخضر.