جامع السويقة بتطوان ويُعرف أيضا بجامع للافريجة يقع جنوب المدينة العتيقة بحي سقالة في اتجاه نحو الباب الجنوبي “باب العقلة”. بناه الشيخ عبد القادر التبين سنة 542، ويعتبر من مساجد المرحلة الأولى، وقد هدم فيما هدم من معالم المدينة وبني المسجد الحالي بموضعه، وقد جُدد أخيرا وتغيرت من معالمه القديمة.
يقول المؤرخ الرهوني بأن بأن موضع المسجد هو نفسه الموضع الذي به الآن مسجد للا فريجة و ربما تكون المرأة قامت بإعادة بناء هذا المسجد و ترميمه من جديد أو سمي بإسمها بسبب ترددها على هذا المسجد و إعتكافها به و الله أعلم.
من هي الشريفة للا فريجة
يقول الأستاذ محمد السراج : منذ مايقرب من 400 سنة، رأت النور طفلة غريبة الاطوار منذ ولادتها وهي حفيدة احد وزراء دولة بني الأحمر بغرناطة .جد أمها من عائلة-بني السراج-هذه العائلة التي لا زالت تثير جدالا لدى معظم الدارسين لحضارة المسلمين بالاندلس نظرا لنفوذ هذه العائلة في تسيير دواليب الدولة…. في بيت من بيوت هذا الحي الجميل الذي يعتبر صورة طبق الاصل من حي يسمى”mercaderia » ” اي السويقة. ولجت الطفلة “المسيد” لحفظ كتاب الله علي يد العلامة الفقيه الورع “الفقي الزواق”.
برعت الطفلة في الدراسة واصبحت هي مديرة تسيير شؤون العائلة رغم أنها البنت الوحيدة وسط اربع اخوتها الذكور. أصيب والدها بمرض عضال أفقده الذاكرة. تزوج أخوتها الذكور كلهم . ولما طالبوها بحقهم في الارث أقنعتهم ان ثروة الاسرة والتي تتمثل في أراضي زراعية وبعض المنازل والدكاكين الصناعية بكل من حي الخرازين وحي الدباغين وحي الخياطين قرب التربعة د الجوزة.
أقنعت أخوتها بأنها ستعطي كل واحد منهم مقدارا شهريا وما يحتاجونه من الغلة التي تنتتجها حقول ومزارع العائلة. كانت السيدة للا فريجة كما لقبها االسكان تقسم عملها بين العمال الفلاحين في الحقول صباحا وفي المساء تطوف على دكاكينها لتباشر الأعمال وتراقب المنتوجات.
وكانت دائما تلح على الصناع بالاخلاص في العمل والابتعاد عن الغش والتزوير والكذب والخداع…. ذاع صيت للا فريجة في المدينة وأصبحت لسان ساكنة المدينة واصبحت العائلات تتمنى منها القبول بالزواج بأبنائها. كانت تنهر من يذكر لها الكلام عن الزواج وتقول لهم” همومي وأسرتي اهم من الزواج. هذا نصيبي وهذه قسمتي في الحياة. حمدا لله الذي لا يحمد على مكروه سواه”. -يُروى أن أحد أغنياء المدينة اعطاها نصف ثروته ان قبلت بالزواج من ابنه الوحيد. فرفضت وردت طلبه. ورغم إلحاح النسوة عليها فانها وقفت صامدة في قرارها.
وسّعت من انشطة اعمالها الخيرية فكانت تطبخ الطعام وتحمل قفف الاكل الى الخيريات والمارستان وتقوم بتنظيف المساجد وبيوت الله. ولا تتوقف في مساعدة اليتامى والمساكين وكانت النسوة عندما يشعرن بالام المخاض والوضع يبعثن اليها لتكون السيدة للا فريجة بجانبهن في تلك اللحظة الصعبة التي لاتعرف شدة الالم الا النسوة التي جربن الولادة….رغم عملها كانت للافريجة تطعم زائرات المرأة التي وضعت مولودها ولا تغادر بيتها الابعد الشفاء…
أما اذا حل رمضان تجد للا فريجة تطرق ابواب الفقراء وتحمل لهم ما استطاعت حمله من اكل وطعام. وتخصص عشرة من اكباش مزرعتها للصدقة على الفقراء… لما اقتربت من الخمسين من العمر. وزعت التركة على ما بقي من اخوتها واولادهم. وهدمت منزلها الذي ورثته من تركة ابيها وبنت مسجدا لا زال الى يومناهذا يذكر فيه اسم الله وتقام في الصلوات الخمس .وما تبقى لها من العمر قضته في اعمال البر والخير وكانت لا تفارق المسجد حتى التحقت بربها. ويروى ان الزقاق والدرب الملاصق للمسجد ظل يعرف حركة غريبة من اناس غرباء عن المدينة جاءوا من كل صوب للترحم عليها والعزاء على رحيلها….