fbpx
مسجد الربطة
مسجد الربطة
مسجد الربطة
مسجد الربطة

مسجد الربطة

متوسط المراجعات

الوصف

مسجد الربطة وهو جامع صغير الحجم يملك باب أمامي كبير وباب خلفي صغير. يقع بمحاذة أضيق درب من دروب مدينة تطوان العتيقة بحي الصياغين أو حي البلد، يدعى “درب ابن المفتي”. اكثر ما يميزه هو البعد الاسطوري والتاريخي وراء بنائه. و نعود إلى ما قبل بناء الجامع، و القصة العاطفية التي كانت سبب وجوده، وهي القصة التي لم يدونها المؤرخون.

بعود بناء مسجد الربطة إلى بداية القرن الثامن عشر نظرا لنوعية المواد والطريقة الهندسية التي بني بها وعليها. حيث تشير العديد من الكتب التاريخية وسير بعض الاعلام إلى وجود الجامع وقيامه بمهمته الدينية في هذه الفترة. كما هو مدون في سيرة القائد عمر لوقش الذي كان إماما بهذا الجامع في العشرينيات من القرن الثامن عشر. وقد مرّ به العديد من العلماء كسيدي علي بن طاهر شطير صاحب كتاب “الحديقة الحسنة، في خطب الشهور والسنة” الذي توفي سنة 1777م، وكان قيد حياته مدرسا وإماما بهذا الجامع.

أصل تسمية المسجد بالرَبْطة

أصل تسمية مسجد الرَبْطة تعود لقصة لم يدونها المؤرخون وظلت تنْتقل مروية من لسان إلى لسان بين أهل تطوان، كما ننْقلها هنا مروية عن لسان الفنان بوعبيد بوزيد.

يُحكى أن شابة تطوانية من أسرة عريقة وقعت في حب شاب تطواني بدوره ينتمي لأسرة عريقة. ولا تأتي القصة على ذكر اسميهما أو نسب أسرتيهما. لكن لاشك أنهما معا من أصول أندلسية وكانا يعيشان في حي البلد، أحد أعرق وأشهر احياء المدينة القديمة لتطوان التي بناها النازحون من غرناطة بعد سقوطها في يد النصارى.

هذا الحب نشأ بين الاثنين رويدا ورويدا فصار مع الأيام حبا جارفا تشهد عليه الدروب وأزقة المدينة، فما كان من الشاب إلى أن فعل ما يفعله الحبيب النبيل. وتوجه رفقة والديه إلى بيت حبيبته طالبا يدها للزواج، وكذلك كان، فقُبل مسعاه بالرضى والقبول الحسن.

لكن قبل حفل الزفاف قرر الشاب الخطيب أن يتوجه إلى مكة حاجا لبيت الله. فتم الاتفاق على تأجيل زواجهما إلى حين عودته. فرحل عن تطوان تاركا خطيبته الحبيبة تحسب الأيام والشهور منتظرة عودته بلهفة وهي تجمع ما يطلق عليه بالدرجة المحلية في تطوان بـ “الشوار”. ويعني ما تجمعه الخطيبة من حلي ومجوهرات وملابس قبل الزواج.

مرت تلك الشهور الطويلة وعاد الحجاج، بيد أن الشاب خطيب تلك الشابة التطوانية، لم يعد. وفي تلك الايام لم يكن غريبا ألا يعود حاج أو حجاج بعد موسم الحج، فصعوبات الطريق ومشاق السفر كان يروح ضحيتهما أناس كثر، فقُدّر لتلك الشابة المسكينة أن يكون خطيبها الحبيب واحدا من هؤلاء.

غير أن الخطيبة لم تستوعب هذا الأمر، ولم تستطع أن تصدق أن حبيبها لم يعد. لم تكن قادرة على هدم كل تلك الاحلام الوردية التي نسجها خيالها وهي تنتظر عودته. كان عصيا عليها أن تتقبل فكرة الفراق بعد كل ذلك الاشتياق، فقررت أن تنتظر وهي تمني النفس برؤية وجهه من جديد يخطو نحو بيتها.

طال انتظار الخطيبة أمدا طويلا، وجاء شبان آخرون يطلبون يدها للزواج، لكنها رفضت الجميع وقلبها معلق بأمل عودة ذلك الخطيب، كانت تنتظر وتنظر، حتى فات قطار الحياة وانفض عن بابها الراغبون في وصالها، فأدركت أن ذلك الحبيب رحل، وأبدا لن يعد.

ولا ريب أن اليأس كان قد حل محل الأمل، فجمعت ما كانت قد حصّلته من “شوار” أثناء طول ذلك الانتظار، فباعته كله، وقلبها يتفطر ألما. ودموعا حارة تخضبا وجهها الذي علته تجاعيد الهوى، فقررت أن تبني بتلك الأموال جامعا يجعل حكايتها من بعدها تُروى.

اشترت تلك المسكينة قطعة أرضية، وأوكلت أحد البنائين ببناء جامعها، فبُني في المكان الذي يوجد عليه الآن. ثم بعد سنوات ماتت تلك الشابة العجوز صريعة الهوى ولم يمسسها بشر. وتركت خلفها هذا الجامع شاهدا على قصة حبها النبيلة، الذي أطلق عليه الناس فيما بعد، جامع “الرّبْطًة”.

هذه هي القصة التي ينتصب عليها هذا الجامع التي يرددها أهل تطوان منذ عشرات السنين. ولازال هو شامخا في مكانه يصارع عوامل التعرية للبقاء والابقاء على هذه الرواية مستمرة. وكأنه بدوره يتنظر ذلك الخطيب الذي رحل ولم يعد.

الصور

الفيديوهات

التصنيفات

الإحصاءات

481 Views
0 Rating
0 Favorite
0 Share