شلال تطوان – Cascade de Tetouan : يلاحظ كل عابر لشارع الحسن الثاني بمدينة تطوان و حتى نهاية شارع الحسن الأول جدارا طبيعيا يتراوح إرتفاعه بين 20 و 35 متر يسمى عند التطوانين الأصليين بالشلال، وقد يتسائل الكثيرون عن سبب هذه التسمية، و عن العوامل الطبيعية التي أدت إلى تكون مثل هذه الأشكال التضاريسية.
و جوابا على ما سبق فإن مدينة تطوان تستقر فوق ترسبات كلسية تتميز بصلابتها ، تبرز هذه الترسبات على شكل الترافرتين “الكدان” على طول المنطقة المسمات بالشلال حيث يتشكل من نسيج كثيف و متماسك من الحجر الجيري الذي يتكون بصورة رئيسية من كربونات الكالسيوم الناتجة عن تبخر الماء.
إن نظام الشقوق العمودية و الأفقية المكونة و المتواجدة بالوحدات البنيوية لجيولوجيا المدينة أدى لتكوين مجموعة من الأشكال التضاريسية ، كما أن تواجد فرشة مائية مهمة بجبل درسة إضافة للمياه السطحية القادمة من أعلى الجبل جعلت من جدار الترافرتين منصة للإنطلاق نحو سهول واد مرتيل.
وقد عرفت المدينة سابقا في هذا الجدار الكلسي إنشاء شلال اصطناعي كان متنفسا سياحيا طبيعيا قريبا للساكنة تطوانية بجانب رياض العشاق “حديقة مولاي رشيد” ، غير ان دينامية تشكل الكهوف في الصخور الكلسية ،شكل خطرا على إستمرار تدفق المياه عبر جدار الشلال وسط مدينة تطوان خصوصا أن هذا الجدار يحمل مدينة بأكملها ، و بالتالي تم جمع المياه و تحويل إتجاهها عبر قنوات تفاديا لوقوع المدينة في أخطار طبيعية مستقبلا
وقد تم الاعتماد على أسهل الحلول و آخرها التي يمكن اللجوء إليها ، ففي غياب الإبداع تم تبني حل حرمان مدينة تطوان من متنفس سياحي قريب من الساكنة .
إذ يمكن إعادة إحياء شلال تطوان و لو بالشكل الإصطناعي الذي كان عليه في الماضي القريب بطريقة مدروسة و معقلنة وعصرية وذلك بإستعمال صخور إصطناعية تتحمل إنسياب المياه ، و بالصيانة و المراقبة الدورية لجدار الترافرتين، ما يساهم و لو بشكل طفيف في حل مشكل المساحات الخضراء و المتزهات التي تفتقر لها مدينة تطوان رغم موقعها الطبيعي الممتاز.