جبل كلتي

جبل كلتي المَهيب أعلى قمة جبلية بإقليم تطوان بإرتفاع 1926 متر عن سطح البحر و من أعلى عشر قمم جبلية بالريف الغربي ، يعتبر من أصعب القمم تسلقا بشمال المغرب حيث أن زاوية الإنحدار في 900 متر الأخيرة تتعدى 70 درجة كما تصل في بعض النقاط لـ 90 درجة .

يتواجد جبل كلتي بجماعة أولاد علي منصور بقبيلة بني حسان على بعد 30 كيلومتر جنوب مدينة تطوان و هو ضمن جزء التطواني من المنتزه الوطني لتالاسمطان . جيولوجيا يتشكل من الحجر الجيري “Calcaires et Dolomies” ، حيث أن تكوينه كان قبل 200 مليون سنة ” Lias inf /Trias moy” .

يعتبر المناخ بجبل كلتي رطبا كما يتميز بتساقط الثلوج بكثافة خلال فصلي الشتاء و الربيع ، مما أعطى فرصة للحفاظ عل تنوع البيولوجي و إيكولوجي مهم بالجبل .

يتلقى جبل كلتي أكثر من 1500 ميليمتر من التساقطات سنويا كما أن درجة الحرارة لا تتعدى الصفر درجة خلال معظم أيام فصل الشتاء ، هذه الظروف جعلت من أرز جبل كلتي من أجود أنواع أشجار الأرز في العالم كما يعرف الجبل أيضا بتواجد تشكيلات مهمة من أشجار البلوط الأخضر و الفيليني بالإضافة للعرعار الجبلي و نباتات أخرى متنوعة ،كما أن جبل كلتي مكان مفضل لقردة المكاك البربري (زعطوط) .

 إكتسب الجبل في السنوات الأخيرة شهرة واسعة في شمال المغرب نظرا لجمالية الحياة البرية به.

 مسارات جبل كلتي

تذكير : من الضروري الذهاب رفقة شخص مرشد سبق له زيارة المكان ، كما يُفضل وقت القيام بهذه المغامرة بين فترة نهاية شهر مارس و بداية شهر يوليوز ، تفاديا للتغيرات الجوية بالقمة ، و القيام بها في يومين .

مسارات جبل كلتي من أصعب المسارات الجبلية في شمال المغرب ، و أهم مسارين يتم إتباعهما للوصول إلى قمة كلتي هما :

– المسار الأول : تكون إنطلاقته من تطوان عبر حافلة (7 دراهم ) متوجهين لمركز الحمراء بني حسان ، و منه الإنطلاقة لمدشر بطارة ثم مدشر أدار بقبيلة بني حسان ، بالنسبة لأصحاب اللياقة البدنية العالية يمكنهم الإنطلاقة في نفس اليوم لجبل كلتي من الممر الجبلي المحادي للجدار الصخري “جماعة القرن” نحو سيدي بخت و منه إلى القمة . أما بالنسبة لمتوسطي اللياقة فيفضل المبيت بمدشر أدار قبل التوجه غدا صباحا لقمة جبل كلتي أو التخييم بضريح سدي بخت سالكين نفس الممر المشار إليه أعلاه نحو القمة .

– المسار الثاني : تكون إنطلاقته من تطوان متوجهين عبر حافلة (7دراهم) لواد لاو ثم التوجه إلى مدخل واد إفرطن على بعد 25 كيلومتر سالكين الطريق الإقليمية ” واد لاو – دار أقوبع ” . ثم الإنطلاق من قاع العقبة الهدف هو التوجه لمدشر تامالوت بجماعة أولاد علي منصور على السفح الشمالي لجبل كلتي ، يفضل المبيت بمدشر تامالوت على إرتفاع 1100 متر حيث يوجد هناك مأوى عبد السلام أحنين (أو التخيم) لأخد قسط من الراحة و من ثم متابعة السير غدا في الصباح الباكر نحو القمة .

عند الإقتراب من القمة تتواجد أسهم ملونة تساعدك على سلك الممر المناسب ، يفضل القيام بهذه المغامرة الجبلية في يومين قصد الإستمتاع بالمناظر الطبيعية و إتاحة الفرصة للكل بالوصول للقمة بأقل قدر ممكن من المجهود البدني .

من ظواهر جبل كلتي

يلاحظ أغلب زوار جبل كلتي وجود بعض الحفر الواسعة على شكل (فوهة) قرب القمة ،وهي من الظواهر الجيومرفلوجية الملازمة للتكوينات الجيرية في مناطق الكارست التي يترسب فيها الماء. هذه البنية أو هذا الهبوط الأرضي “Doline” ناتج عن عاملين أساسيين هما :

العامل الأول : راجع لعمليات الإذابة الكميائية للصخور الكربونية وخاصة التكوينات الجيرية السطحية بسبب ترسب مياه الأمطار وتراكم الثلوج ، بحكم وجود جبل كلتي في مجال بيومناخي رطب وفوق الرطب .

العامل الثاني : وجود نهر جوفي وجريان باطني للمياه يؤدي إلى ذوبان التكوينات الجيرية وتآكل للطبقات الباطنية، الشيء الذي يسبب في هبوط أرضي للطبقات العليا السطحية .

هذا وتعتبر الجبال الكلسية بالريف_الغربي المغربي خزانا جوفيا كبيرا من المياه ،تتفجر على شكل عيون تزود قرى المناطق الجبلية بالماء الصالح للشرب، وتعتبر الشريان الرئيسي للإستقرار البشري بالمنطقة .

شجرة الشوح بجبل كلتي

شجرة الشوح المغربي والتي يوجد منها فقط حوالي 4 آلاف هكتار بالجزء الشاوني من المنتزه الوطني لتلاسمطان، والتي تعيش في البيومناخات الرطبة وشديدة الرطوبة الموجودة في الطابقين النباتيين فوق المتوسطي والجبلي المتوسطي.

تفضل شجرة الشوح الأتربة الحدسلية الحمراء أو الضاربة إلى السمرة والسميكة، إضافة لظروف البيئة آخرى يمكن إيجادها بالجزء التطواني من المنتزه خصوصا بسفوح بجبل عليوين حيث غابة الأرز أو بسفوح منطقة باب الميت .

 بقلم :توفيق بريطال