واد لو
تقع مدينة واد لاو في شمال المغرب على بعد 40 كلم عن مدينة تطوان شرقا، يحيط بها جبال الريف من الجنوب و مياه البحر المتوسطي من الشمال. مناخها متعدل مع ندرة الأمطار، التي تتركز في فصل الشتاء، و ندرة الأمطار لا تعني أن منطقة تعاني من الجفاف.
فنهر وادي لو يصب مياهه هنا، و هو يحمل المياه التي جمعها أثناء رحلته عبر الطريق الذي شقه بين الوهاد المرتفعة و الضيقة و الأخاديد حتى يصل لمصبه الواسع، مكونا سهل فيضي شديد الخصوبة.
تسير مدينة واد لاو، المطلة على البحر الأبيض المتوسط، على خطى التحديث يوما بعد يوم، وتلبي كل احتياجيات زائريها. وهي مقاطعة مميزة. و على الرغم من مساحتها الصغيرة فلديها شاطئ طويل يمتد لأكثر من 4 كيلومترات، و سهل فيضي خصب ينتهي في مصب واسع، و يتوج كل هذا بسلسة جبلية تحتضن كل تقاليد المغرب.
يحيط بالبلدة منطقة جبلية، يبلغ أقصى ارتفاع لها في قمة جبل مجمول (499 متر)، حيث يوجد بها العديد من القرى المحاطة بغطاء نباتي تحت متوسطي، و الذي يظهر فيه أحيانا غابات غير منتظمة. وتضم هذه القرى الزوايا و المقابر.
و على الرغم من التطور المستمر للبنية التحتية للمقاطعة، فإنها مازالت تحتفظ بكل عاداتها و كيانها التقليدي. فتستطيع التمتع بصيد أسطولها البحري ، و المنتجات الزراعية للسهل الفيضي، و صناعة الفخار في منطقة فران علي، ليجتمع كل هذا في مطبخها الشهي.
وتحظى صناعة الفخار، ذات الأصول البربرية و الموريسكية، في فران علي بصيت عالمي معترف به، حيث مازالت تستعمل نفس الأدوات و الطريقة، المستخدمة منذ ألف عام في صناعة أواني الطهي. حيث يُجهز فيها الطعام التقليدي الشهي لهذه المنطقة في وقتنا الحالي.
و تلقى الزراعة أهمية كبيرة في الأنشطة العملية بالمنطقة، و التي مع بعض استخدامات التقليدية و الاستفادة من المساحة الواسعة للسهل الفيضي، تقوم بحصد الحبوب، بصورة رئيسة، وبعض منتجات البستنة بغرض الاستخدام المحلي.
و يعتبر الصيد البحري هو أصل البلدة، و مازال يعتبر من الأنشطة المهمة. عبر رحلاتة المختلفة، يقوم أسطول الصيد، بواسطة استخدام الأساليب التقليدية، بمد السوق و المطاعم بمنتجات عالية الجودة، خصوصا بعد انشاء نقطة التفريغ معاصرة ، و أكثر الأنواع شعبية هي الأسماك و الأخطبوط و المحار.
و تعرف مدينة وادي لو منذ أكثر من عشر أعوام تنظيمها لمهرجان وادي لو و يطلق عليه اسم اللمة حيث تحول إلى رمز في شمال المغرب، فيلتقي فيه مجموعات من أماكن متعددة من العالم، و مشاركة الفرق الموسيقية و المسرحية ، و أوراش العمل و الأنشطة الرياضية و الثقافية، ما يزيد عدد المشاركين فيه عاما بعد آخر.