الجبهة بلدة بميناء صغير، تتواجد بجبال الريف، في الجزء الشمالي من المغرب على بعد ما يقارب 120 كيلومتر جنوب شرق مدينة تطوان و على ساحل البحر الأبيض المتوسط ، و هي مركز الجماعة القروية متيوة و جزء من إقليم شفشاون ضمن جهة طنجة تطوان الحسيمة. ذات الرمز البريدي رقم: 91153.
وتعود تسمية البلدة بهذا اسم لكون تموقعها في واجهة و مقدمة سفح مجموعة من الجبال. فتبرز كما لو أن المدينة عبارة عن جبهة لسلسلة من الجبال. ومن ثم، عرفت باسم الجبهة. كما عُرفت الجبهة باسماء أخرى عبر التاريخ، ففي العصور الرومانية عرفت باسم كوربوكلا – Corbucla – ومعناها المخيم أو المأوى، إذ يعتقد أن السفن التجارية المارة بالشاطئ الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط كانت تتوقف في الميناء الطبيعي للجبهة، ويذكر الاستاذ مصطفى غطيس « كثرة أسماء المواضع الواردة في خط رحلة أنطونان لا تعني أن الأمر يتعلق فقط بمعالم، بل إن معظم هذه الأسماء تدل على وجود مرافئ ومآوي تتخلل المراحل التي كان البحارة يقطعونها بين الساحلين القيصري والطنجي، وخاصة فيما يتعلق بالساحل الريفي المغربي حيث تهب الرياح أحيانا بشدة عند سفوح الجبال المطلة على البحر.»
أما في فترة الاستعمار الإسباني فعرفت باسم ميناء غاباس – puerto capaz – نسبة إلى الجنرال أوسبالدو غاباز Osvaldo Capaz، الذي أسس المدينة سنة 1926 فعرفت المدينة باسمه واستمرت المدينة كمحمية إسبانية إلى غاية استقلال المغرب سنة 1956، ليعود اسم البلدة من إلى الجبهة الذي عرفت به سابقا.
تعتبر الجبهة، مند القدم، ثراتا طبيعيا و نهضة ثقافية هامة يزخر بها الجزء الشمالي من المملكة المغربية، حيث أن هذه المنطقة الساحلية المتوسطية الواقعة بجبال الريف تتميز بشاطئها الساحر الصافي و الذي يطل على سلاسل جبلية عالية تجعل من المكان وجهة راقية للباحثين عن الهدوء و الراحة النفسية.
هذه المنطقة الساحرة المعروفة برمالها الرمادية و نظافة ساحلها، تعتبر جهة مناسبة للإقامة و للاستمتاع خاصة في الموسم السياحي الصيفي، حيث أن مستوى العيش فيها مناسب للجميع و كرم وضيافة ساكنتها يشجع على المكوث فيها. وجدير بالذكر أن المصدران الرئيسيان للدخل بالبلدة هما الصيد و التجارة، فالجبهة تتوفر على العديد من المرافئ الخاصة لقوارب الصيد التي تستفيد من غنى و وفرة الثروات البحرية.
شواطئ الجبهة
تتميز الجبهة الهادئة الجميلة ، بامتلاكها لأجمل شواطئ المملكة المغربية : بلايا مونيكا ; مرس الدار ؛ الأحواض ؛ و مغارات عبد الكريم الخطابي كلها أسماء لشواطئ صخرية تتميز بزرقة مياهها و نظافتها و هدوئها . يمكنكم الوصول لبلدة الجبهة و الإستمتاع بجمالية و هدوء شواطئها إنطلاقا من مدينة تطوان أو مدينة شفشاون عبر سيارات الأجرة أو الحافلات ، كما تتواجد ببلدة الجبهة كل المرافق الضرورية للراحة من فنادق مصنفة ؛ أسواق ؛ مطاعم و مقاهي…
اقتصاد الجبهة
ويقوم اقتصاد البلدة على مصدرين رئيسيين، الاول الصيد البحري، حيث توجد بالجبهة ميناء صغير يوفر العديد من المرافئ الخاصة لقوارب الصيد، حيث يرسو كبيرها وصغيرها. بإضافة لذلك، فإن الميناء يستقطب عدد من الزوار الأجانب و المحليين للقيام بجولات سياحية حول شواطئها الخلابة.
والمصدر التاني يقوم على النشاط التجار، فالمهام الإدارية وميناء المنوطين ببلدة الجبهة هما سببان رئيسيان لمعظم الناس الوزار، وهذا بدوره يجعل من المحليين يُقررون الدخول في التجارة والحرفية. ويعد يوم الثلاثاء يوم السوق الأسبوع في المنطقة . حيث يتقاطر في هذا اليوم جل ساكنة المنطقة للبلدة حتى يتسنى لهم بالتسوق الاسبوعي، فجميع المحلات تصير مكتظة، والسوق يجلب العديد من المنتجات الجديدة، والحلاقين تتعامل مع طوابير طويلة للانتظار، والشوارع تمتلئ بالعربات و الناقلات الكبيرة منها والصغيرة.
ويعتبر يوم الثلاثاء أهم يوم في الأسبوع حيث يتم تنظيم السوق الأسبوعي، فتفتح جميع المحلات أبوابها في وجه الساكنة و الزوار لعرض جميع المنتجات الجديدة باثمنة جد مناسبة.
بالإضافة إلى أن الجبهة تعرض على زوارها نشاطا ترويحيا يتمثل في القيام برحلة عبر القوارب الصغيرة للتعرف على روعة الهندسة الكونية و التأمل في رقي الطبيعة، بالإضافة إلى الاستفادة من الطاقة الايجابية التي ترسلها أشعة الشمس، الشيء الذي يجعل من المنطقة محطة لقاء لكل الراغبين في الراحة و الاستجمام بعيدا عن ضغوطات الحياة من عمل، دراسة ومشاريع.