أحمد بن يسّف – فنان تشكيلي

أحمد بن يسّف – Ahmed Ben Yessef فنان تشكيلي، تطوانيّ النشأة وإسبانيّ التكوين والخبرة، ولد ابن يسف في عام 1945 في مدينة تطوان المغربية، و أب لخمسة أبناء.

نشأ الفنان التشكيلي أحمد بن يسّف بحي في مدينة تطوان العتيقة وسط أسرة متوسطة محافظة، على خطى العائلات التطوانية ذات الطراز الأندلسي. فبعد دراسته الابتدائية بالمعهد الحر والثانوية بالقاضي عياض التحق بمدرسة الفنون الجملية بتطوان وبعدها سنة 1967 التحق بالمدرسة العليا للفنون الجميلة بإشبيلية،  وكان اختياره لها لأنّ طريقة التدريس بها كانت كلاسيكية محضة، عكس التعليم الفني بباقي دول أوروبا الذي طالته حرية زائدة في نظره،

عاش بن يسف ظروف قاهرة و قاسية ،حيث عاقبه أبوه مانعا المال عنه لأنه كان رافضا دخوله هذا الميدان ،كما تباطأت عليه منحة الحكومة ، لكنه واصل دراسته في مدرسة الفن الإشبيلية بلا طعام ولا مكان لائق للنوم إلا أريكة خشبية في الحديقة العامة، حتى أشرف على الموت من البرد وسوء التغذية، ولكن عناده الفني النبيل و المعاناة التي قضاها في صراعه مع والده ليتخلى عن هذا الميدان ،جعله يضاعف المجهود ليبين له وليظهر له بأن هذا الميدان محترم كجميع الميادين ، إلى أن رق له قلب أبيه الذي أمده بقليل من المال وجعل الحكومة المغربية تمنحه البعثة الوحيدة لدراسة الفن في تاريخ المملكة المغربية حتى ذلك الحين، وما إن تحسنت أحواله المعيشية حتى وجدت لوحاته طريقها للسوق الفنية.

وكانت النقلة الكبرى للفنان أحمد بن يسّف حينما عرضت لوحاته في أهم متاحف إسبانيا ألبرادو وكان حينها أصغر فنان ينال هذا الشرف منذ تأسيس المتحف قبل مائتي سنة، الغربيين يتخاطفون لوحاته الثمينة والتي وصل سعر بعضها لربع مليون يورو.

من بين انجازاته أكبر جدارية في العالم، يحتضن ملعب إشبيلية الشهير “سانشيز بيتزخوان” و التي  رسمها بن يسف في الذكرى المئوية لتأسيس الفريق الأندلسي سنة 2003. و قد وطالع عدة معارض تقريبا في خمس قارات، فتجده يهتم في أعماله بالأطفال، و المتسولين، و الناس الفقراء و البسطاء المظلومين.

إحدى لوحاته مطبوعة على أوراق العملة المغربية، والقطع النقديّة لبنك المغرب التي تتواجد بجيوب كلّ المتعاملين بالعملة المغربيّة ، و كان ذلك باستحسان الملك الراحل الحسن الثاني، ومُنطلقا لتعامل بن يسّف مع بنك المغرب الذي يمتدّ حتّى الحين.