المناضل عبد السلام بنونة
لا يمكن أن يكتب تاريخ النهضة المغربية على الوجه الصحيح، ما لم يصرح المؤرخ بأن الحاج عبد السلام بنونة، هو المجلى في الحلبة والمتقدم في الرتبة. (الأمير شكيب أرسلان).
- ولد أب الحركة الوطنية المغربية، عبد السلام بنونة بتطوان يوم الخميس 16 فبراير سنة 1888. حفظ القرآن الكريم، ثم تلقى مبادئ العلم والفقه في مساجد وزوايا مسقط رأسه، حيث تتلمذ على خبرة علماء المدينة في تلك الفترة من تاريخ المغرب.
- سافر إلى الديار المقدسة سنة 1911، وأدى فريضة الحج. ثم زار مصر وبلدان الشام، وتعرف على بعض المفكرين الأحرار، وربط معهم صلات ودية وعلاقات إنسانية. وقد فتحت زيارته إلى مشرق الوطن العربي وعيه الوطني، ودفعته إلى عقد مقارنات بين المغرب والمشرق.
- عين أمينا للمستفاد بتطوان سنة 1915. وفي ماي 1916، أسندت إليه وظيفة الحسبة. وظل يزاول هذه المهمة إلى غاية سنة 1918، حيث سيعين سنة 1922 وزيرا للمالية.
- عند إجراء الانتخابات البلدية سنة 1931، ترشح فيها وكان من بين المنتخبين. ونظرا لمكانته الكبيرة، فقد انتخبه أعضاء المجلس خليفة للرئيس.
- ربط عبد السلام بنونة علاقات متشبعة وناجحة مع شخصيات سياسية وفكرية بارزة. من إسبانيا والمشرق العربي. أمثال: الأمير شكيب أرسلان ومفتي فلسطين الشيخ أمين الحسيني، وغيرهم. وقد عرف كيف يوظف هذه العلاقات لخدمة قضية وطنه.
- أسس بتعاون مع العلامة أحمد الرهوني المجمع العلمي في دجنبر سنة 1916، وقد أصدر هذا المجمع في يناير سنة 1917 مجلة بإسم “مجلة الإصلاح”، أسندت رئاسة تحريرها لعبد السلام بنونة. وكان لإسم هذه المجلة ومعانيه “الإصلاح”، دور كبير في تسمية حزب الحركة الوطنية “بإسم حزب الإسلاح الوطني”.
- بدعوة منه قام الأمير شكيب أرسلان بزيارة تاريخية إلى مدينة تطوان، استغرقت 5 أيام، اطلع خلالها الأمير على وضعية الاحتلال الإسباني في شمال المغرب.
- له أفضال كثيرة، سجلها التاريخ، منها أنه كان من مؤسسي المدرسة الأهلية سنة 1925. وساهم في تأسيس أول شركة مغربية لتوزيع الكهرباء في فاتح مارس سنة 1928، وترأس مجلسها الإداري. كما ساهم في إنشاء المطبعة المهدية في تطوان.
- اشتغل في العمل التجاري في تطوان وإشبيلية وبرشلونة، مما مكنه من زيارة العديد من دول العالم (مصر، سوريا، الحجاز، لبنان، فرنسا، إسبانيا، بلجيكا، ألمانيا، إنجلترا، سويسرا وغيرها…).
- كان أول من أرسل أبناءه في بعثة طلابية إلى مدرسة النجاح بنابلس (فلسطين)، في أواخر عشرينيات القرن الماضي، ومن ضمنهم المهدي بنونة مؤسس وكالة المغرب العربي للأنباء. كما كان الأول بين أقرانه إتقانا للغة الإسبانية، نطقا وكتابة.
- سبق له أن كان عضوا مراسلا في الأكاديمية الملكية للتاريخ بمدريد. وهو يحمل وساما ذهبيا منها.
- توفي بمدينة “رتدة” الإسبانية يوم 9 يناير سنة 1935. ودفن بزاوية سيدي محمد بلفقيه في حومة الجنوي.
- يقول عنه المؤرخ محمد داود، في كتابه على “رأس الأربعين”: “كان واسع المعلومات، فصيح اللسان، يكتب ويخطب ويحاضر، فيأتي في كل ذلك بما ينبئ عن عقله الكبير ودهائه العظيم. وكان مثالا للسياسي المحنك الذي يدور مع الأحوال ويشارك في كل ما يروج من الحوادث. وكان مقداما يحب التجديد في كثير من الأشياء”.
قلا عن كتاب رجال من تطوان للمؤلفان: محمد البشير المسري -حسن بيريش منشورات جمعية تطاون أسمير
اترك تعليقك