الفنان محمد بن العربي التمسماني
مولده ودراسته:
ولد الفنان الكبير الأستاذ محمد بن العربي التمسماني في سنة 1917 بمدينة طنجة و بدأ دراسته الابتدائية في مدرسة الجمعية الخيرية، فتعلم القرآن الكريم على الفقيه التطواني زيـوزيـو، والفقه والسيرة النبوية على والده الفقيه سيدي العربي، والنحو والأدب على الأستاذ أحمد بو حساين، والرياضيات على الأستاذ عبد الباقي ابن يحيى، والجغرافية على الأستاذ محمد أحرضان، وواظب على حضور المجالس العلمية بحضرة أبيه وشيخ الإسلام أبي شعيب الدكالي والفقيه المدني ابن الحسني والأخوين القاضيين ادريس و الهاشمي ابن خضراء.
موهبته ودراسته الموسيقية:
إن موهبته و دراسته الموسيقية بدت مبكرة جدا، و ملكه حب الموسيقى وعزف الآلات منذ صغر سنه، حيث تعلم عزف الناي و البيانو وعمره تسع سنوات، و أول آلة تعلم عزفها هي الناي على يد أحد الماهرين في عزف الغيطة المعلم عربيطو الذي كان يعزف أنغاما خاصة بمواكب ( الهدية) وهي مهرجان حفلة عيد المولد النبوي، وقد انبهر الصبي لعزفه وأعجب بحركات أصابعه عند العزف، حتى شرع يقلده ويحاكيه في عزف أنغام الهدية ثم أخذ يعزفها بالبيانو. الناي تعلم عزف البيانو ثم العود ثم الكمان. وموهبة عزف البيانو ورثها عن أمه وخالتیہ وخاليه سيدي أحمد وسيدي عبد السلام أوسيدهم رحمهم الله كما أخذ صنائع كثيرة عن خاليه وقد أعجب أبوه بموهبته، فاهتم به وشجعه ورعاه ومهد له سبيل التعليم والتفتح وأمه وخالتاه كن يعزفن صنائع الآلة ، وإليهن يرجع فضل تعليمه المبادئ الأولي في عزف البيانو وصنائع وأدوار وموازين الآلة والذكر والمديح في اليوم السابع من عيد المولد النبوي.
وكان يعزف في البيت التمسماني كل صباح على مدى أعوام عديدة صبوحي الفقيه عمار) وهي صنائع من نوبة العشاق. والفقيه عمار هو الفقيه ابن عمار، وهو من عائلة سلاوية، درس بالقرويين، وكان كثير التردد على طنجة حيث يجد ترحيبا كبيرا واهتماما فائقا.
وكان لآل التمسماني بيت كبير في حومة بنيدر بجانبه( دويرة ) وهي دار صغيرة كانت بمثابة ناد، يتردد عليها شبان الحي من أصدقاء سيدي محمد فكانوا يتدربون معه على أعداد كثيرة من الصنائع وينشدونها.
وهكذا فقد تجلى أن سيدي محمد التمسماني مولعا جدا بالآلة، ونشأ نشأة فنية خالصة في وسط شغوف بها ومحافظ على أصولها، وكان لمحيطه العائلي ولوسطه الأدبي والموسيقي الذي نشأ فيه أثره البليغ في تكوين شخصيته الفنية وملكته الإبداعية، ثم أخذ يدرس على مجموعة من أساتذة الآلة، ومنهم المرحوم احمد الشاك عازف الكمان الماهر، فأخذ عنه عزف الكمان ومجموعة من الصنائع، وكان تلميذا للمعلم سعيدو.
ثم في فترة شبابه أخذ يتردد على (دار الضمانة) وهي دار الشرفاء الوزانيين، حيث كان يتعلم والتدرب عليها على حفظ الآلة وعازفيها، و على رأسهم عازف الرباب البارع الحافظ مولاي أحمد الوزاني عميد العائلة الوزانية، كما كان يتردد على الزاوية الوزانية سيدي عبد السلام الوزاني، حيث صحبة أبناء شيخها، ومن جملة ما علمهم الشيخ ميزان قدام الغريبة.
وكان يتردد على منزل آل التمسماني المعلم الحسين الذي كان يقيم مع الشرفاء الوزانيين وكان يعلم الشاب محمد انصراف ابطا يحي رمل الماية، ثم تتلمذ على علم شامخ في الآلة، عازف الطار البارع سيدي العربي السيار الذي كان يتردد كثيرا على فاس لينهل من معين الفقيه المطيري رحمه الله.
وكان سيدي محمد مواظبا على حضور مجالس الذكر والمديح في أمسيات الجمعية في الزاوية الوزانية، و في سنة 1935 قصد طنجة أحد أعلام الآلة الفاسيين عازف الرباب والعود البارع سيدي احمد الوكيلي، فحرص على ملا زمته وصحبته والتتلمذ عليه حتى شفى غلته بأخذ كنز كبير من النوبات بصنائعها وأدوارها وتواشيها، و الوكيلي من كبار الحفظة بجوق البريهي، وقد ذهب إلى طنجة في صحبة أحد الحفظة الفاسيين المرحوم ميني الأزرق الذي كانت تربطه صداقة متينة بسيدي محمد، ثم أخذ سيدي أحمد يتردد بكثرة على طنجة وخاصة في حفلات سابع المولد، فكان سيدي محمد يتصل به ونهل من معيته، وفي سنة 1940 أسسا مع زمرة من أصدقائهما (جمعية إخوان الفن الذي ضمت أبرز هواة الآلة من حفظة وعازفين مثل: مولاي عبد الله بن علي شريف دوزان، وعبدالله الركينة واحمد الرايس ومحمد بن عبد الصادق أخمليش، والحاج الطيب بن العربي، وكان الأستاذ الوكيلي يحب سيدي محمد حبا جما ويجله ويفتخر به، كما أن سيدي محمد يبادله نفس الشعور وكان سيدي أحمد ينبر بقوة ذكائه، حتى كان يعترف صراحة بكونه يفوقه ذكاء وسرعة حفظه، ومن مميزات عبقرية سيدي محمد كونه عصامي التكوين بحيث لم يتعلم قط على الطريقة العلمية الأوربية، بل قادته موهبته الفياضة إلى تعلم العزف على الآلات حتى أبدع فيها
وأبان عن مهارات عالية جدا انفرد بها في مختلف المحافل والمجالس التي كانت تضم أكبر أعلام ورواد الآلة وشيوخها كالفقيهين محمد البريهي ومحمد المطيري رحمهما الله اللذين نهل من كنوزهما، وقد شهد له الجميع بنبوغه وإبداعه وتفوقه.
badissi
أشكركم على هده الترجمة لأحد أعلام و شخصيات و أبناء طنجة و أريد إضافة معلومات عن الموسيقار محمد العربي التمسماني.
محمد العربي التمسماني (الطنجي الطنجاوي) ابن مدينة طنجة ميلادا و دراسة و تكوينا. تعلمه للموسيقى من الأف إلى الياء كان في مدينة طنجة على يد أبناء المدينة أو على يد من كان يزورها من كبار لأساتدة مثل الموسيقار الكبير لوكيلي
سنة 1956 انتقل من طنجة الى تطوان و عمره 30 سنة بعد تعيينه مديرا للمعهد الموسيقي بتطوان. خلال فترة إدارته, عمل مع جوق تطوان على عزف وتنسيق عدد كبير من التوشيات والنوبات, كما صحح عددا من الأخطاء فيها. ضمن أعماله الفنية, قام بجمع العشر صنائع في الدرج التي تم حفظها بالكامل وتسجيلها في الإذاعة المغربية عام 1966.للإي طنجة شارة فمحمد العربي التمسماني هو ابن عائلة التمسماني احدى العائلات العريقة و الأصيلة في طنجة و هو خال الفنان الطنجاوي محسن جمال صاحب أغنية الزين في الثلاثين. وشكرا لكم